لماذا تحجب حقيقة جوائز امسح واربح عن الجمهور؟

كانت إدارة يا نصيب معرض دمشق الدولي في السابق تضع على ظهر بطاقة اليانصيب لائحة مفصلة بعدد الجوائز وقيمة كل منها في كل إصدار، وهذا شيء متعارف عليه في كل دول العالم التي تصدر اليانصيب.

أما عندنا فإن أساطين وجهابذة «المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية» قد وجدوا أن هذا الأمر قد عفا عليه الزمن وصار شيئاً من الماضي وأن المواطن في بلدنا أكثر وعياً من أن ينظر إلى «أمور تافهة كهذه»، فلم تعد المؤسسة تذكر ذلك واكتفت بذكر قيمة الجائزة الكبرى والقيمة الإجمالية للجوائز واستخدمت ظهر البطاقة للدعاية ليانصيب امسح واربح.

ومن جهة أخرى نرى السيد المدير العام لهذه المؤسسة في أكثر من لقاء تلفزيوني وقد ملأه الفخر والخيلاء عندما يتحدث عن مستوى الأرباح التي تجنيها مؤسسته بفضل جهوده وكادره الدؤوب، وبفضل الأفكار اللامعة التي يقدمها ناسياً أو متناسياً أن المواطن هو وراء كل تلك الأرباح، من خلال ما يدفعه من ماله وعرقه أملاً بثمن بطاقة اليانصيب.

وسأتوقف عند مسألة حجب قيمة الجوائز ــ امسح واربح ــ وعددها بشكل مفصل وإبقائها مبهمة بالنسبة للمواطن والبائع معاً.

فمنذ مدة ومتابعة مني لهذه المسألة فقد طلبت في مركز بريد محافظة حماة من الموظف المسؤول عن توزيع يانصيب امسح واربح لائحة تفصيلية بالجوائز التي تمنح في هذا اليانصيب، لكني فوجئت برفض الموظف المذكور إعطائي هذه اللائحة معللاً بأن ذلك ممنوع، ولدى سؤالي إياه عن السبب أجاب: هكذا أفضل. عندئذ حاولت إقناعه بأن ذلك يضعف الثقة باليانصيب وسيبعد الناس عنه فكان رده: «شو بدك بهالحكي» وانتهى الحديث عند هذه النقطة.

فهل حجب معرفة قيمة جوائز يانصيب امسح واربح وعددها ومن يربحها أفضل للمواطن بالله عليكم؟!

هذا المواطن الذي يدفع ثمن البطاقة ويهمه أن يعرف أين تذهب نقوده؟

إن الأمر ليس أفضل للمواطن بالتأكيد، ولكنه إذا كان أفضل لبعض موظفي المؤسسة فإن ذلك يضع الكثير من إشارات الاستفهام لدى المواطنين الذين يقولون: «إنه لا توجد جوائز وإن هناك من يسرقها من الموظفين الذين يطبعون بطاقات امسح واربح»، (هكذا).

فما الذي يمنع المؤسسة إذن من إصدار نشرة بالجوائز التي ربحت في كل إصدار سابق وبأسماء وصور الذين ربحوا الجوائز الكبرى من امسح واربح، كما يتم في اليانصيب العادي وما المانع من العودة إلى ذكر لائحة مفصلة بالجوائز على ظهر كل من بطاقتي امسح واربح واليانصيب الأسبوعي العادي.

وإلى أن يتم ذلك سيبقى المواطن يشك في مصير الجوائز الكبرى لـ «امسح واربح»، ولمن تذهب.